عزيزي.. أود أن أزف لك أننا سوف نسعد قريباً بالسفر معاً، لقد حققت معظم المعايير اللازمة لأن تكون شريك السفر المناسب، مما يعِدنا سوياً برحلة ناجحة بمشيئة الله.
رفيقي.. يقولون إن السفر يُسفر عن الأخلاق ويظهر المعادن، لكنني لا أنتظر حتى تقع الفأس في الرأس، بل كنت حريصاً على الاختيار الصائب لرفيق السفر قبل أن أكتشفه خلال الرحلة، كونه -من تجربتي الشخصية- قد يكون أهم عنصر يؤثر على نجاح أي رحلة، فهو من قد يُفسد كل الخطط مهما كانت متقنة، وهو من قد يجعلها ذكرى رائعة لا تنسى!
لا أذيع سراً أن رحلة اختيار رفيق السفر تبدأ منذ تحديد نوع الرحلة، فلكل رحلة نوع محدد من الرفقاء، فالرحلة السياحية تختلف عن رحلة الاستجمام، عن رحلة العمل أو التدريب، وبالطبع معايير الاختيار تختلف من شخص آخر، بناءً على خصائص الشخصية والاهتمامات والرغبات، وكذلك مستوى التوقعات.
حرصت أولاً على معرفة شخصيتك وثقافتك، ومدى ملاءمتها لشخصيتي، ومدى توافق اهتماماتك باهتماماتي، أو على الأقل قربهما من بعضهما، الأمر الذي يجعل التخطيط لتفاصيل الرحلة أسهل وأسرع، بدلاً من أن نضيّع الوقت والجهد في مناقشة تفاصيل تعتمد على الاهتمامات الشخصية.
حرصت أن يكون هناك تقارب في المستوى المادي، حتى لا نقع في إحراجات قد تثقل كاهل أحدنا، أو نتجنب ما نرغب في السكن والإعاشة والتنقل والترفيه بسبب اختلاف عاداتنا المالية، وآلية اتخاذ قرارنا المالي.
تأكدت من كونك ذا خُلق حسن وروحٍ مرحة، طيّب المعشر وليّن الجانب، متزناً في تصرفه وسلوكه، مرناً ومتفهماً، وقابلاً لتعديل خطط الرحلة، ذا طاقة إيجابية ووجهٍ باسم، ولست من متقلبي الأمزجة أو من المتذمرين من كل شيء، حتى لو كان اختلافاً صغيراً أو هفوة بسيطة!
سعدت أنك ذواقٌ للأطعمة الجديدة، وأنك تقدر تجربة المطاعم المحلية كما أفعل، لست أطالبك أن تكون مطابقاً لذوقي في الطعام لكنني لن أقبل بمن يفضل القهوة على الشاهي! وأنك حريصٌ على خوض التجارب التي تضيف لرصيد المعرفة، وتنغمس مع المجتمع المحلي، وزيارة المعالم السياحية والقصص اللافتة متى ما تسنى لنا الوقت، وبالطبع تستيقظ باكراً، حتى نكسب كل لحظة في رحلتنا.
حرصت أن تكون مؤدياً للفرائض ومعيناً لي على أدائها في وقتها، وممن يتيح مساحة شخصية لكل منا، فليس من المناسب أن نبقى سوياً طوال ساعات اليوم! وهو ما يساعد على خفض التوتر الطبيعي ويعزز التواصل اليومي.
رفيق السفر.. أتطلع بشوق نحو رحلتنا القادمة، سألاً المولى أن أكون عند حسن ظنك، ومحققاً لمعاييرك حتى نحظى برحلة موفقة وسعيدة.. نراك قريباً في المطار.
عبدالرحمن السلطان – الرياض
