الزواج هو أقوى وأبرز العلاقات الإنسانية فهو الحبل المتين والميثاق الغليظ كما ذكرالقران الكريم وهذا العقد بموجبه يعيش الرجل والمرأة في كنف واحد وفي تراضِ وترابط شرعي واحد على وجه الدوام غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسُرة مستقرة يجمعهم كلهم الإحترام والحب والتعاون.
تلك الأسرة المستقرة تبدأ أولاً باختيار الرجل لزوجته المستقبلية وعلى أي معايير وأسُس سوف تقوم تلك العلاقة والتوافق بين مايتبناه الرجل من قيم ومبادئ وعادات وبين ما عند الزوجة من قيم وأسًس ايضاٌ.
والزواج لا ينبغي أن يُبنى على قواعد وأنماط واهية كالرغبة في تكوين ثروة أو الوجاهة الاجتماعية أو الزواج بالاقارب حتى لا يضيع الإرث أو بغرض الحفاظ على نسل وعرق القبيلة فكما وضحنا أن الزواج غايته أولاً إشباع تلك الغريزة التي فطرنا الله عليها ومن ثَم تكوين أسرة مستقرة .
دور الزوج في تلك العلاقة كبير جداَ لإنجاح واستمرار ذلك الترابط أو الميثاق الغليظ ولتنظر أولا لقوة تلك الكلمة ( ميثاق غليظ) التي ذكرها الله في كتابه ولم تذكر في موضع اخر، فالله لم يشبه عبادة الناس له بالميثاق الغليظ أو مثلا علاقة الاباء بالابناء أو الشراكة في التجارة أو الاموال بذلك التشبيه العظيم ،بل فقط في الزواج لقوة وتأثير هذا الترابط وأهميته في جميع نواحي الحياة.
ففي هذا الميثاق طاعة وعبادة لله ومودة ورحمة وإحترام متبادل وتدفق مشاعر وتحمل مسؤلية وصدق وتعاون وأمانة عظيمة واستعداد للتضحية وإنفاق وكرم وصلة أرحام وإتساع دائرة التواصل والإخاء بين الناس .
الرجل في هذة العلاقة مسؤل مسؤلية كاملة عن الانفاق وتلبية حاجات بيت الزوجية ولا يترك مجالا لأحد أن يأخذ مكانه في هذا الدور بل يكون هو القائد المنفق الراعي لبيته ولزوجته يعطيها كل حقوقها قدر إستطاعته ينظم أمور المعيشة بينه وبين زوجته في جو يعلوه الاحترام أولا ثم الحب والتعاون وفي وجود طاعة الزوجة له وألا تعلو كلمتها على كلمته فهو قائد الأمر في النهاية .
ولطاعة الزوجة لزوجها فوائد عدة فهي تحقيق لقوامة ورجولة الرجل في بيته وتحقيق لأنوثة المرأة لإحتياجها لمشاعر أن تكون في كنف زوج مسؤل وقوي يكون سند لها في الحياة.
هنا نتطرق للموضوع الأكثر خطورة وهو عملها خارج البيت وتأثيره على زواجها فهدف الزوج أولا أن يجد روحا وشريكا يسكُن إليها لا لتبتعد عنه طوال الوقت فالزوجة العاملة تغيب عن بيتها لساعات طويلة وأيضا تعود مُتعبة ومُرهقة مما يؤدي لضعف قيامها بمسؤلياتها في الحياة الزوجية.
ومن نتائج عمل الزوجة فتور علاقتها بالزوج والابناء فهي تعود من العمل وقد استنفدت جهدها وطاقتها ومشاعرها مما يؤثر سلبا على طريقة تعاملها في البيت .
ومن مضاعفات الزواج بالمرأة العاملة التمرد على الزوج بحُجة أنها تشارك في الانفاق على بيت الزوجية وبالضرورة هنا نتفهم أنه كلما أنفقت الزوجة على البيت كلما نقصت رجولة الرجل وكلما أرتضى الزوج بأن تكون زوجته منفقة دائما بشكل أساسي أو هي المسؤلة عن الجزء الاكبر من مصاريف واحتياجات البيت كلما نقصت قيمته وفقد قيادته للبيت وحصل على الحد الأدنى من علاقته الجنسية مع زوجته لأنه الان أصبح شخصية إتكالية سهل العيش ومجابهة الحياة بدونه ،فتقل جاذبيته في نظرها والمرأة لا تقدر الضعف أو ناقصي الرجولة ،فينطفئ شخصه في قلبها ولأن مفتاح الرغبة الجنسية لديها هو قلبها بعكس الرجل الذي هو مفتاح رغبته هو عينه ،وأنت بإهمالك لدورك قد خرجت منه فإذن ستحصل على جنس بارد غير مُرضي لك لأن الجنس لديها عاطفة وتقدير قبل أن يكون عملية ديناميكية .
ومن العواقب أيضا أنها تتسم بحدة الطبع والسمات الذكورية التي ينفر منها الرجل مثل أن تصبح حازمة بشكل كبير جدا ،واكثر تنافسية مع الرجل وتريد الهيمنة وتصبح جريئة بشكل ايضا لا يطاق ،وهذا كله لأن عالم الشغل ملئ بالمواجهات والصدمات ،ومما سبق سوف ينفر الرجل من زوجته وتصبح حياتها اكثر صعوبة وتعقيدا و يصبح للحياة وجه قبيح.
لا أنكر في هذا المجال أن هناك بيوت تعمل فيها المرأة ويعيشون حياة معتدلة سعيدة بدون أي من تلك المشاكل والمنغصات التي ذكرتها من قبل وهذا لأن المراة وعت بخطورة وتأثير عملها على حياتها الزوجية فوضعت زوجها في المقام الأول ورتبت أولوياتها بين ما هو مهم وأهم وهذا ذكاء ودرجة عالية من الإتزان النفسي والإجتماعي وجمال الخلق وحسن التفكير وتوفيق من الله لتلك الزوجة التي أرادت بصدق زواج ناجح وتقدير لقيمة الرجل في حياتها .