تُعد منطقة عسير من المناطق الجاذبة للسياحة، بما وهبها الله من تنوع مناخي، وطبيعة مختلفة التضاريس، وبما تكتنزه من إرث تاريخي موغل في القدم، وفوق هذا كله إنسان هذه المنطقة، الذي أحسبه من أكثر شعوب الجزيرة العربية حبًا للضيف وإكرامًا له.
في السنتين الأخيرتين اعتمد لهذه المنطقة الكثير من المشاريع، كمشروع تطوير السودة، الذي تقول عنه الشركة المطورة:
(فوق أعلى قمة في المملكة العربية السعودية، وبارتفاع يصل لأكثر من 3000 متر عن سطح البحر، تأتي شركة السودة للتطوير لتكون محركاً لقطاعي السياحة والترفيه ومحفزاً للنمو الاقتصادي في منطقة عسير.
تتمتع منطقة المشروع التي تشمل مركز السودة وأجزاء من محافظة رجال ألمع بطبيعة ساحرة وأجواء خلابة على مدار العام، وتتميز بطبيعتها الخلابة ومرتفعاتها الشاهقة وتضاريسها المتنوعة، وتميزها بإرث من التراث الثقافي الغني.
وتسعى شركة السودة للتطوير بالشراكة مع المستثمرين والقطاعين العام والخاص لتطوير وجهة جبلية فاخرة تقدم خيارات سكنية وترفيهية متنوعة. كما تعنى بمسؤولية خلق إطار عمل تنظيمي يهدف للحفاظ على البيئة والموروث الثقافي والإنساني والتطوير العمراني في المنطقة. هذا وستوفر المنطقة فرصة عديدة للمستثمرين المحليين والدوليين.
كما تساهم الشركة في دعم مستهدفات صندوق الاستثمارات العامة لتحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال تطوير قطاعي السياحة والترفيه في المملكة).
كما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية استراتيجية تطوير منطقة عسير تحت شعار «قمم وشيم»، التي تهدف إلى جعل عسير وجهة عالمية طوال العام، بضخ 50 مليار ريال عبر استثمارات متنوعة؛ لتمويل المشروعات الحيوية، وتطوير مناطق الجذب السياحي على قمم عسير.
وقال ولي العهد إن استراتيجية عسير تحولها إلى وجهة سياحية عالمية طوال العام، لتستقطب أكثر من 10 ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها بحلول عام 2030، وذلك باستغلال المقومات السياحية الهائلة في المنطقة التي سَتُستثمَر من خلال مشروعات سياحية نوعية؛ لإبراز قممها الشامخة إلى جانب التنوّع الجغرافي والطبيعي فيها، وكشف الثراء الثقافي والتراثي لها.
هذا الزخم الكبير من التطوير لمنطقة هامة وحيوية من مناطق مملكتنا الغالية، لا شك أنه شيء مبهر ومفرح، والكل يتطلع إلى أن تكون هذه المشاريع عما قريب واقعًا معاشًا.
هذه المقالة ليست للإشادة بهذه المشاريع، ولكنني أردت بها وفي خضم هذا الحراك الكبير الذي يقوده الأمير النشط تركي بن طلال أن أستفيد من ذلك بتحريك ما هو معلوم، ولكنه لا يزال من وجهة نظري راكدًا ولم يصل إلى درجة رضا شباب المنطقة، المعروفين بالهمة والنشاط، ما أعنيه مراكز بحوث تطبيقية لا نظرية، ينخرط فيها الشباب من الجنسين من سن 12 سنة فما فوق، ويقيم هذه المراكز القطاع الخاص، وبدعم لوجستي من الحكومة، وتكون هذه المراكز برسوم ميسرة، تدعم الابتكار والاختراع، مما يؤسس لجيل مختلف، وكيانات صناعية مختلفة، تقوم على فكرٍ صناعي ابتكاري متجدد.
كان لي الاطلاع على شيء من هذا القبيل لإحدى الشركات السعودية المتخصصة التي تدعم الابتكار والاختراع في هذا الوطن، وقد رأيت أن منطقة عسير من المناطق الجديرة بمثل هذه المشاريع غير المسبوقة لما أسلفته من مسببات، ولطموح أميرها تركي بن طلال الذي همته عالية وطموحه يعانق قمم السروات.
كل ما أتمناه فعلاً أن يواكب هذه المشاريع السياحية مشروع علمي رائد تكون عسير نواة انطلاقه في أنحاء الوطن كافة.
إن الاستثمار الكبير والمضمون وذا الأثر الممتد هو الاستثمار في العقول، ولا بقاء لحضارة لا تقوم على عقول أبنائها، ولا نمو لوطن يبنى بسواعدٍ غير سواعد شبابه.
إبراهيم سعد الماجد – الجزيرة