تتميز المناطق الجنوبية في خارطة الوطن العظيم بالتنوع الطبغرافي والتباين المناخي مما انعكس إيجابا على تنوع بيئات الجذب السياحي بمختلف أنواعها وأشكالها المبهرة والمبهجة للنفس البشرية التواقة إلى كل ما يجدد لها الراحة النفسية والوجدانية والتغيير المكاني
ولا شك أن هذا يتمثل في بيئة منطقة عسير وجازان والباحة وهي تشكل رقما مهما على خارطة الوطن في الفعل السياحي المتناغم مع متطلبات الرؤية التي تسعى لها حكومتنا الراشدة في سبيل تنويع مصادر الدخل بشكل عام.
وحديثي وبعجالة ينصب عن منطقة عسير تحديدا كونها الوجهة الأولى للسياحة الصيفية وهي صاحبة السبق في ذات المجال منذ ما يزيد على أربعين عاما خلت في الركض الحثيث إلى توطين السياحة الداخلية وجعلها متواجدة على مدار العام.
وقد دعا لذلك أميرها السابق فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بأن تكون السياحة في عسير سياحة مستدامة لمناسبة الطقس بها صيفا في اعتداله على المرتفعات السروية، وكذلك ديمومة دفئها شتاء في المناطق التهامية وعلى السواحل البحرية.
ولا شك أن انطلاقة آلاف الأسر المشتية هذه الأيام إلى تلك المحاضن الدافئة لهو من أهم المؤشرات على التوجه العام نحو السياحة الشتوية والتي باتت مطلبا ملحا للكل في مثل هذه الأيام من كل عام.
وبالمناسبة فهنالك جهود جبارة من أمير عسير تركي بن طلال في جعل سواحل عسير مناطق جاذبة وحلة زاهية لكل القادمين لها والباحثين عن التنزه في تلك السواحل البكر النقية.
ولا أنسى أن أشيد بالواجهة البحرية المميزة في ساحل الحريضة والتي تعد درة رائعة في جمالها وتصميمها المبتكر.
ورغم هذا وذاك إلا أن هنالك الطرق الموصلة إلى تلك المشاتي البديعة لا تتواكب والكثافة البشرية العابرة من خلالها فهي تحتاج إلى الازدواجية السريعة لتخفيف الضغط عليها وتقليل التكدسات المرورية خاصة في أوقات الذروة من نهاية كل أسبوع وللقضاء التام على مخاطر الطرق المفردة ذات الكثافة المرورية العالية خاصة عقبتي ضلع وشعار، أيضا لا يزال هنالك ضعف واضح من قبل المستثمرين ورجال الأعمال في إقامة المشروعات السياحية الجذابة من مدن الألعاب والفنادق المميزة والمطاعم المتنوعة.
إن ما يقدم في تلك المحافظات الدافئة شتاء من برامج سياحية متنوعة ومهرجانات مختلفة لعل من أهمها مهرجانات العسل بكافة أنواعه لهو من أهم العوامل الجاذبة للسياح، وكذلك القرى التراثية الضاربة بأصالتها في أعماق التأريخ والتي بات السائح يتتبعها ويسأل عنها ليقضي فيها لحظات مفعمة بالدهشة والإبهار والتمتع بها والعودة إلى حنين الماضي الجميل الذي تتوق له الأنفس.
إن المملكة وهي مقبلة على عصر متجدد ومشرق في استقبال السياح من مختلف بقاع الأرض حريصة على تقديم تلك المناطق بحللها الباهية وسيكون لهؤلاء السياح الخيارات المفتوحة للاطلاع على تلك المقومات والنماذج في كافة أرجاء الوطن.
فهنالك السياحة الصيفية بمختلف أشكالها وهنالك السياحة الشتوية الدافئة إلى السواحل الغربية والجنوبية الغربية في تمازج الطبيعة الزاهي مع الأجواء الشتوية الدافئة الماتعة لكل قاصدي مواطن الجمال وإبهار الطبيعة.
عبدالله مريع – الرياض