لم تكن أبها أكثر حظا من حظها هذا الصيف، فجأة تدفقت جموع المصطافين من جميع أنحاء السعودية لقضاء عطلة الصيف في ربوع أبها البهية، وحيث إن الطيران الدولي مغلق بسبب جائحة كورونا، فقد كانت أبها والباحة الخيار الأمثل لسائحي الداخل هذا الصيف.
فجأة اكتظت حسابات المشاهير القادمين من مختلف مناطق السعودية للاستمتاع بجمال الطبيعة في صيف أبها، وعلى عاداتها استقبلت أبها هذا الكم الهائل من المصطافين بأشجار الكركند وهتان المطر، وسمائها الصافية، وسحابها الأخاذ الذي يداعب أرواح المتنزهين، حتى يُخيَّل إليك أنك في أحد جبال أوروبا.
إلا أن هذا الجمال لم يحُول دون ما اشتكى منه بعض «السنابيين» من غلاء بعض المقاهي والفنادق، وهنا تنوعت الآراء بين مؤيد ومستنكر على هؤلاء «السنابيين» الذين لولا ظروف الحظر لكانوا اليوم في شارع أوكسفورد بلندن أو الشانزليزيه بباريس، يدفعون أضعاف هذه المبالغ بكل رحابة صدر، دون ضجيج يذكر.
إلا أنه أيضا لربما من المنطقي أن نتساءل: هل المشكلة في السائح الداخلي وعدم رغبته في دعم السياحة الداخلية، أم في الخدمات المقدمة، التي -برأي البعض- لا تستحق التسعيرات الحالية؟
وبينما يبدو هذا التساؤل منطقيا لتطوير الموسم السياحي القادم في أبها، فإنني على يقين أن أمير المنطقة يعمل ليل نهار، مع فريق عمل مميز من أبناء وبنات المنطقة، على جعل أبها في الموسم السياحي القادم الوجهة الأولى للسائح الخليجي، في المستقبل القريب بإذن الله.
لذا فليكُن التخطيط استراتيجيا لجعل أبها خيار السائح الأول في الخمس سنوات القادمة، فقد أثبتت ظروف هذه الجائحة ما لدى أبها والباحة من مقومات سياحية جاذبة لمئات الآلاف من المصطافين كل صيف.
فهد عطيف